الله ليس بضار

موضوع: الله ليس بضار الجمعة فبراير 08, 2008 6:02 pm

.

قال الله تعالى: {سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ }الصافات159,وقال سبحانه: {وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ َدْرِهِ}الأنعام91

عملا بقول الله تعالى : {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ... }النساء82, ويقينا بقوله تعالى: {وَمَا كَانَ هَـذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ }يونس37,

منذ قرون طويلة ونحن نعرف أن أسماء الله الحسنى هي 99 اسما, سمى الله تعالى ذاته بها...ولم يرد في القرآن الكريم سورة كاملة تضم هذه الأسماء, بل وردت متفرقة بين السور والآيات لحكمة إلهية من حكمه, مما دفع بالعلماء المسلمين للبحث عنها في متون السور القرآنية, مما دفعهم لوضع قاعدة فقهية معينة تعينهم في تنقيبهم ,فوقعوا على أوصاف وأسماء وأعمال من أعمال الله تعالى وأوصافه المناسبة لشروط قاعدتهم الفقهية فجمعوا من الأسماء ما هو جلي بائن وغفلوا عن البعض منه ثم كان لهم أن أجازوا تحويل بعض الأفعال إلى أسماء فاعل ليتمكنوا من استكمال قائمة أسماء لله تكمل ال 99 اسما...فكان منها الضعيف وكان منها ما لا يجوز بتاتا على تسمية الله تعالى به, وثبتت هذه القائمة ثبات القاعدة التي لا جدال فيها حتى يومنا هذا ويبدو أن أحدا لم يحاول إنكار شيئا منها ؟؟؟

وبينما كنت أقرأ القرآن الكريم قرأت في الآية 13 من سورة الحج من قول الله تعالى {يَدْعُو لَمَن ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ } توقفت عند هذه الآية الكريمة محاولا فهم ما فيها فتذكرت أن أحد أسماء الله الحسنى التي نحفظها عن ظهر قلب هو ( الضار) فأنكرت أن يكون هذا الاسم من الأسماء الحسنى لله تعالى , وتساءلت كيف يكون الله تعالى كارها لهذا الاسم ونسميه به سبحانه ؟ وكيف يسمي الله تعالى آلهة الكفار بالضار ونتجرأ نحن المسلمين على نسميه الله تعالى بالضار ؟؟؟ كيف يكون ذلك ؟؟؟ أثار الأمر فضولي فقررت البحث في الأمر وكان لي تنقيبا مطولا في القرآن الكريم تحت هذا العنوان ,فوجدت أن في الأمر خطأ غير منطقي وغير ممكن القبول القول به, ولا يجوز الاستمرار له ......وتأكد لي بحجج القرآن الكريم أن هذا الاسم لا ولن يكن من أسماء الله تعالى , فقررت الخوض بحثا في القائمة بكليتها , فوجدت ما يستحق البحث الواجب وكان لي ذلك بفتح من الله تعالى وعون على نصرته , بعدما تأكد لي أن القرآن قد أخبرنا بأسماء واضحة جلية لله تعالى سمى الله نفسه بها مباشرة مع التأكيد والإعجاز , بينما أغفلتها القائمة , في حين وجدت أسماء في القائمة لا قبل لها في المصحف ولا يجوز استنباطها لمجرد استنباط.... لانها لا تتناسب نهائيا مع قدر الله تعالى وصفاته وأسماءه ,وهو القائل:{سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ }..والقائل " ما قدروا الله قدرة " ولعلي أجد نفسي في مواجهة مع بعض المسلمين بسبب هذا الأمر والله أعلم.

اسم الضار ليس من أسماء الله الحسنى بل هو اسم منكر من الله تعالى

فكيف تجرأنا على الله تعالى وسميناه بما كرهه وما سماه للاوثان؟؟

قال سبحانه في علاه الله ليس بضار Frown

يَدْعُو لَمَن ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ }

نقبنا في كتاب الله الحق , فلم نجد في أي موقع منه : أن الله تعالى قد سمى نفسه باسم( الضــار) لا بال التعريف ولا بدونها ولم نجد في القرآن الكريم إلا آيات كريمة تدلل على أن لله تعالى له علاقة آنية بهذا الفعل وفي حالات خاصة جدا ,ومشروطة ,(أفعال تخصيص حدثي وزمني وسببي غير شاملة ولا دائمة )... والقاعدة في أسماء الله سبحانه يجب أن تكون قاعد صلبة لا تقبل الشك ( مع إنكاري للقاعدة الفقهية الموضوعة والتي جرى اعتمادها في استنباط قائمة أسماء الحسنى المتداولة بيننا اليوم بعد أن ثبت لي وبحجج القرآن الكريم ضعف هذه القاعدة المتعلقة بشروط استنباط أسماء الله الحسنى) وقد وجدت القاعدة محددة من الله ذاته في متن البيان العظيم وهي:

1.أن يكون الله تعالى قد سمى نفسه باسمه الحسن – لان هذا شأنه وحده وليس من حق بشر أن يسميه لقوله تعالى: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وهذا بائن لا جدل فيه أن {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى..) هي موجودة سمى نفسه بها ولا يجوز فيه الاستنباط أو التأليف.

2.ولقوله سبحانه: {قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ... }الإسراء110, وهذا هو الشرط الثاني الموجب لان يكون الاسم ( معرفا) وليس مفعلا تفعيلا أي محول من فعل إلى اسم فاعل , كـ: الله و الرحمن .

3.ولقوله تعالى : {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى }وهذا هو شرط القاعدة الثالث المختص بوجوب صلاحية الاسم للتوحيد فلا أسم لله حسن الا واجبا صلاحيته للتوحيد .
4.ولقوله تعالى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ }وهذا شرط رابع للقاعدة فلاسم الذي يوصف به الله وجب كونه اسما صالحا للتسبيح.كالله ورب العرش ... واشتملت هذه الآية مكررا على الشرط السابق في 3 وهو شرط الصلاحية للتوحيد.ولتأكيد شرط التسبيح للاسم الإلهي الحسن ذكر الله تعالى عددا من أسمائه الحسنى المعرفة متبوعة مباشرة بالتسبيح: {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }
. ولقوله تعالى: {وَجَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُواْ لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ} الشرط الرابع عدم جواز انطباق اسم الله الحسن على أي اسم من أسماء المخلوقات بشرا أو جن أو زمن ,أو جماد وسواه ...لما قد يكون فيه شرك بين الخالق والمخلوق...
6.ولقوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنثَى }الشرط الخامس عدم جواز التأنيث في أسماء الله لعدم جوازها على عباد الله من الملائكة .

7.ولقوله تعالى: {وَيَجْعَلُونَ لِلّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى.. }الشرط السادس أن يكون الاسم حسن ليتطابق مع الأسماء الحسنه وليس فيه ما يكرهه الإنسان لنفسه فيرضاه لله كما هو الحال مع اسم ( الضار) أو( المميت) وسواها مما هي في القائمة المتداولة.

وتلك بعون الله تعالى شروط سبع هي من كلام الله تعالى أساسا لقاعدة تمكننا من التنقيب عن أسماء الله الحسنى, إيمانا بقول الله تعالى:{ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى.. }

بالبحث الدقيق عن حروف (ضــار) لم نجد أي كلمة في القرآن الكريم( بهذا التكوين لكلمة ضــار أو فاعل عام دائم شامل للضرر, أي أن الله تعالى لم يسمي نفسه ولو مرة واحدة في القرآن باسم ( الضــار) فمن أين جاء الاسم في قائمة أسماء الله الحسنى المعروفة والمتداولة بين المسلمين؟ لندقق في الموضوع في القرآن الكريم وهو مرجعنا الأصل :

وقد سألت نفسي أولا كبشر: هل أقبل أن يكون اسمي الضار؟ فأبيته على نفسي حتى لو كنت مقتنعا بأنني ضار...وعليه أنكرته أن يكون اسما للعزيز الذي سمى نفسه بالأسماء الشاملة للعزة والرحمة والقداسة كمثل:{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ }الحشر23وقال جل وعلا: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى }طه8, فهل اسم (الضار) اسم حسن ؟وهل يقع اسم الضرر بين أسماء ملكية وقدسية وعزيزة كما في الآية الكريمة ؟

لجأنا إلى منبع الشرع وأساسه( القرآن الكريم ) واستعنا بالله تعالى على أمرنا فوجدنا ما يلي:

عدد الآيات التي ورد فيها حرفي (ضر) كانت 152 آية (بما فيها كلمات مثل حضر وضرب ويضرب وتضرع....) وما إليه من كلمات تشتمل على هذين الحرفين, فقمنا بتنقيتها بحثا يدويا آية فآية , بحثا عن الحق ومرضاة لله تعالى .

عدد الآيات التي تحتوي على كلمة (ضر) بمعنى الضرر , والضرار = 57 آية فقط ,جئنا منها كحجج على بحثنا هذا بسبع وثلاثين آية , بالاستغناء عن المكرر وما لا علاقة له بمعنى الضرر الذي نقول فيه, وبما أن حرفي(ضر) قد لا تشتمل على كلمة (ضار) لوجود الألف بينهما ,فقد أعدنا البحث مرة أخرى في المصحف عن كلمة ( ضار) فوجدنا :آيتين فقط يحتويان على هذه وهما الله ليس بضار Frown

بِضَارِّهِمْ) الآية 10 في سورة المجادلة والآيتان هما :

1. {إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئاً إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ }

2. و {أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا .. } في سورة الطلاق, الآية 6.

وفي كلا الآيتين كان وقوع الله ليس بضار Frown

الضرر) من الشيطان أو من الإنسان وهو ضرر في كلا الآيتين غير واقع لان الله لم يأذن به, فكان الله في الآية الأولى ليس بضار؟ وفي الآية الثانية كان تعالى يأمر بعدم الضرر... فكيف يكون من يمنع الضرر ضارا والعياذ بالله؟؟؟؟

ثم عدنا للبحث عن كلمة (ضرر) الكاملة المعني بالضر فلم نجد بهذا الرسم الحرفي في المصحف إلا آية واحدة تشتمل على هذه الكلمة وهي الآية 95 من سورة النساء, ومنها:" {لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ...... }.وكلمة الضرر هنا لا علاقة لها بمعنى الإضرار؟

وبهذا نكون ما تركنا كلمة في المصحف تحتوي على حرفي(ضر) أو حروف (ضار) ولم نجد في أي آية أن الله تعالى قد وصف نفسه باسم الضار؟؟؟؟

فا فترضنا أن بعض العلاقات القرآنية – علاقات المعنى المؤدية للوصف والتسمية - قد توصلنا إلى شئ , تأملنا في كل الآيات المشتملة على حرفي(ضر) مستقلة أو مبنية مع حروف أخرى....

وندعوك للتدبر معنا ونحن نضع الآيات أمام ناظريك وندعوك لفتح المصحف بين يديك ...فتعال نتأمل كلام الله:

1.قال تعالى في الآيات التالية عن الضر والضرر والإضرار ,كلاما له علاقة بأحداث معينة طرأت عبر الزمان ولم نجد أي صفة عامة تجعل من الضر والإضرار عملا دائما من أعمال الله ليجوز لنا أن نطلق عليه اسم فاعل , إذ لا يسمى الفاعل باسم الفعل إلا إذا كان عملا أو فعلا شاملا دائما من أفعاله ,كأن تكون ممتهنا لمهنة البناء فتسمى بناء,أو تمارس مهنة التعليم فتكون معلما,أو تمارس التجارة فتكون تاجرا....الخ

كذلك لا يجوز أن تمارس بناء أحجارا ما في يوم ما لتسمى بناءا, أو تعلم أبنك حروفا فتكون معلما...الخ إذن من الحق فقط أن يكون الفعل شاملا دائما ليتصف به الفاعل اسما فيكون اسم فاعل...فلننظر سنورد هنا أرقام السور ة الآيات التي لا توحي نهائيا بان الله فاعل للضرر فيها , وتثبت أن الضرر إما هو من فعل الشيطان أو الإنسان ... وبتأملها سندعها جانبا فانظر:

قال تعالى: { وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا }الطلاق6" وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء }{الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء }آل عمران134{لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى }آل عمران111{ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً }آل عمران144{ إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّواْ اللّهَ شَيْئاً }آل عمران176{ لَن يَضُرُّواْ اللّهَ شَيْئاً }آل عمران177{ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ } النساء113{ وَإِن تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَن يَضُرُّوكَ شَيْئاً }المائدة42{ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً }المائدة76{ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ }المائدة105{قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ }الأعراف188{وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً}التوبة107{قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً }يونس49..... ومن هذا الكثير نكتفي بذلك.

يسلموو خيتوو

ع هيك موضوع

الله يعطيك العافيه

لاهنت

تسلمين
ع المرور